القرار رقم 65 مؤرخ في 12 جويلية 2018 يحدد كيفيات تنظيم الجماعة التربوية وبسيرها

      أركان الصيام      

يقوم الصيام على ركنين لا يصح إلا بهما : النية و الإمساك
1-النيّة
- معنى النية :
لغة هي القصد أو التوجه و اصطلاحا الامتثال لأمر الله تعالى و ابتغاء و جهه عز و جل
و الدليل على ضرورة النية في الأعمال كلها قول الله تعالى ((و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) و قول رسوله الكريم صلى الله عليه و سلم "إنّما الأعمال بالنّيات و إنّما لكل امرئ ما نوى..."الحديث
و تختلف شروط النية بين صيام الفرض و صيام النفل
- النّية في صيام الفرض
صيام الفرض و هو ثلاثة أقسام
* واجب للزمان : صيام رمضان
* واجب للعلة : القضاء و الكفارة
* أوجبه الإنسان على نفسه : صيام النذر ، وقد قال فيه صلى الله عليه و سلم "إنما يستخرج الله حقه من البخيل"
لابد من تبييت النية لمن أراد صياما مفروضا و ذلك بأن ينوي قبل طلوع الفجر أي في أي جزء من الليل
و الدليل قوله صلى الله عليه و سلم "لا صوم لمن لم يبيّت الصيام من الليل" و قوله "من لم يجمع الصيام من الليل فلا صيام له"
- النيّة في صيام النفل :

قال العلماء بأنه يصح صوم النفل إذا لو أحدثت النية في النهار بشرط أن لا يحدث ما يبطل الصيام قبلها من أكل أو جماع، و ذلك استنادا لهذا الأثر : "دخل النبي صلى الله عليه و سلم يوما على أهله و سألهم :هل عندكم شيء؟ فقالت عائشة : لا، فقال إني أذن صائم "
و لكن من العلماء ما فهم هذه الحادثة فهما آخر و قال أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان صائما و لكنه و جد في نفسه وهنا فأراد أن يفطر و لما لم يجد طعاما أخبر أهله بأنه صائم أي مواصل الصوم.
و دليل آخر على جواز إحداث النية خلال النهار قول الرسول صلى الله عليه و سلّم "الصائم أمير نفسه" و يعني الصائم المتطوع.
والسؤال هنا : هل تكون النية في أي وقت من النهار حتى و لو بعد صلاة العصر؟
لقد اختلف العلماء في هذه النقطة ، فقد قال الشافعي و أبو حنيفة بأن النية يجب أن تكون قبل الزوال ، و قال غيرهم بأنها تجوز في أي وقت من النهار ، و الأرجح هو القول الثاني لعدم و جود أي دليل يثبت الرأي الأول.
لكن الأولى أن يبرّأ المسلم ذمّته و يبيت الصيام من الليل عملا بقول الرسول عليه الصلاة و السلام "لا صوم لمن لم يبيت الصيام من الليل" لكن إذا حدث و نوى خلال النهار فصيامه صحيح بإذن الله.
-كيف تكون النية :
قد يتسائل الانسان : هل أنوي صيام رمضان مرة واحدة أم يجب أن أختص كل يوم بنية؟
و الجواب أن الواجب أن ينوي كل يوم وحده و ذلك باعتبار أن كل يوم في رمضان وحدة مستقلة و نقيس على من أفطر يوما بعذر فعليه قضاء ذلك اليوم فقط و ليس قضاء شهر بأكمله
لكن ، هل يكلف المسلم نفسه عناءا شديدا و يقوم كل يوم بترديد عبارات معينة قبل الفجر حتى يكون قد نوى الصيام؟
طبعا لا ...و قد أجمع العلماء بأن التلفظ بالنية بدعة لم يفعلها النبي صلى الله عليه و سلم، فالنية إذن لا تحتاج معاناة و مشقة فيكفى مثلا أن يقوم الشخص ليلا ليأكل أو يشرب متسحرا فيكون بذلك قد نوى الصيام
- نقض النية :
إذا أصبحت صائمة و لكن في وسط النهار قررت فعلا ان أفطر و لكن حدث ما شغلني فلم أتناول أي مفطر وواصلت الصيام ، فهل أكون قد أفطرت؟ الجواب : نعم فإذا نوى الانسان أن يفطر فعلا و لم يفعل فقد أفطر بانتقاض نيته في الصوم .
لكن إذا كنت مترددة : أفطر أم لا أفطر و بقيت كذلك و لم آكل فأنا لم أنوي الإفطار بالفعل فصيامي إذن صحيح.

أمورأخرى متعلقة بالنية :
¤ من نام بعد صلاة العصر و استيقظ بعد الظهر من يوم غد و عرف أنه أصبح رمضان
¤ من جاءه خبر دخول رمضان خلال النهار
¤ الطفل الذي احتلم خلال نهار رمضان
¤ المجنون إذا أفاق في نهار رمضان
¤ الكافر إذا أسلم
كل هؤلاء الخمسة عليهم الامساك و لا يجب عليهم القضاء.

2- الإمساك

- تعريفه :

هو الامتناع عن المفطرات و قد حدد الله تعالى وقت الامساك بقوله : ((وكلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الاسود من الفجر)) و يقصد بالخيط الابيض و الخيط الاسود بياض النهار و سواد اليل
ومن الطرائف التي حصلت أن أحد الصحابة حين نزلت هذه الآية أحضر خيطين أبيض و أسود و أخذ يتأملها حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود فلم يتمكن من ذلك إلى أن طلع النهار ..
و قد تبين لنا أنه هناك فجرين : فجر كاذب و فجر صادق
الفجر الكاذب : يكون عمود في السماء ممتد من الشمال إلى الجنوب ثم يعقبه ظلام
الفجر الصادق : يظهر في الأفق ثم يزداد الضوء شيئا فشيئا إلى أن ينتشر في السماء
و عن ابن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال " إن بلال يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" وبناءا على ذلك يجب علينا أن نتبع الفجر الصادق في الصوم و الصلاة.
لكن إذا سمعت الفجر الكاذب و أنا مثلا معتكفة و معي نسوة من عامة الناس أي لا يفهمن معنى الفجر الكاذب و الفجر الصادق ، فالأولى أن أمسك عن الطعام حتى أجنب نفسي الفتنة.
- بعض النقاط االتي يجب توضيحها فيما يخص الإمساك و الإفطار خطأ :
¤ إذا كنت أتسحر و استمريت في الطعام ضنّا مني أن الفجر لم يطلع بعد لأني لم أسمع الآذان ، ثم قمت لأصلي التهجد فسمعت زقزقة العصافير بالخارج : و تفطنت أن الفجر قد طلع ، فالحكم أن صيامي صحيح و لا أعيد اليوم
¤ إذا كنت صائمة و توهّمت آذانا فشرعت بالأكل ، ثم سمعت الآذان فعلا فصومي أيضا صحيح و لا أعيده
و الدليل على هذين الموقفين حديث الرسول صلى الله عليه و سلم " إن الله وضع عن أمتي الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه"                                     ¤¤¤¤
                                مبطلات الصيام
                                     ¤¤¤¤ 
تنقسم مبطلات الصيام إلى قسمين : ما يبطل الصيام و يوجب الكفارة و القضاء و ما يبطله و يوجب الكفارة فقط
1- ما يبطل الصيام و يوجب الكفارة و القضاء :
الجماع فقط و الكفارة تكون بأحد هذه الأمور على الترتيب حسب الاستطاعة:
1) عتق رقبة
2) صيام شهرين متتاليين (شهر هجري وليس ميلادي ، أي ستين يوما)
3) إطعام ستين مسكينا ( من أوسط ما تطعمون منه أهليكم)
وهناك حالات قد يجد الناس فيها بعض الالتباس لذلك لا بد من تفصيلها و منها :
¤ إذا جامع الرجل خلال نهار رمضان فقد أفطر ، فهل له أن يتمادى و يجامع مرة أخرى ؟ يحرم عليه ذلك و عليه الامساك فورا. و لو جامع مرتين في نفس اليوم فعليه القضاء و كفارة واحدة
¤ إذا جامع الرجل ثلاثة أيام في رمضان فعليه ثلاث كفارات باعتبار كل يوم وحدة مستقلة
¤ المرأة إذا طاوعت زوجها في الجماع و لم يكن لها عذر كأن تكون قد طهرت للتو من الحيض أو أن تكون مريضة مرضا يبيح لها الفطر أو أن تكون مرضع أو حامل، فإن عليها كفارة كما على الرجل أخذا بحديث الرسول صلى الله عليه و سلم " النساء شقائق الرجال"
¤ الرجل الذي عنده عذر مثل المرض أو السفر إذا جامع فليس عليه كفارة.
2- ما يبطل الصيام و يوجب القضاء فقط :
¤ الأكل و الشرب عمدا
¤ القيء عمدا
¤ الحيض أو النفاس ولو في آخر لحظة من اليوم
¤ الاستمناء
أما من أكل و شرب ناسيا أو غلبه القيء فيمسك و صيامه صحيح و ليس عليه شيء
هذا ما تيسر لي ذكره فما كان صوابا فمن الله و ما كان خطا فمني و من الشيطان و الله و رسوله بريئانكنتم مع أركان ومبطلات الصيام دون تفصيل , و من أراد الإستزادة و التفقه ما عليه إلا العودة لشروحات و كتب العلماء
. فلا نظنك أيها الأخ قانعا بالمقدمات دون تفصيل :
أدخل على الرابط التالي : و تعلم كل شيئ عن رمضان و الصوم .
 
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين