مدونة كتاب مجاني


علم المناعة , لمن يسأل عنه

علم المناعة , لمن يسأل عنه

صدق الله العظيم اد يقول:(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم) النحل:18· ومن نعم الله علينا خلقه للجهاز المناعي ( Immune System ) والذي يعد من أهم أجهزة الجسم قاطبة، ولا غرو فهو المسؤول الأول عن حماية الجسم من…


صدق الله العظيم اد يقول:(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم) النحل:18·
ومن نعم الله علينا خلقه للجهاز المناعي (Immune System) والذي يعد من أهم أجهزة الجسم قاطبة، ولا غرو فهو المسؤول الأول عن حماية الجسم من الكائنات التي يمكن أن تغزوه سواء كانت بكتيريا أو فطريات أو طفيليات أو فيروسات أو خلايا سرطانية وغيرها من المواد الغريبة، فهو يمثل خطوط دفاع متعددة، وليس خط دفاع واحد، لحماية الجسم البشري وكل أعضائه وخلاياه من تلك الكائنات التي يمكن أن تصل إليه وتسبب له الأمراض·

 تعريف المناعة :
يعرفها لارين Laurien  بأنها قدرة الجسم الطبيعية على مقاومة العدوى والالتهاب وحماية الجسم منها. وعرفتها فرحة الشناوي بأنها الحصن المنيع للكائن الحي يحميه  من كل ما يتعرض له من مخاطر خارجية ( ميكروبات وفيروسات وطفيليات ومسببات للحساسية ومخاطر داخلية ( تحولات سرطانية للخلايا).  

حمل من هنا عمل بعض خلايا الجهاز المناعي
عملية البلعمة 

وهناك بعض التعريفات لعلم المناعة، وهي:
حالة فسيولوجية حيوية، تحدث عن طريق الخلايا الليمفاوية، وتعطي الجسم القدرة على المقاومة ضد أي جسم غريب Antigen . قدرة الخلايا المناعية على الدفاع عن الجسم ضد الميكروبات والفيروسات والأجسام والمواد الغريبة.نوع من أنواع الدفاع عن الجسم، الذي قلما يهزمه أي هجوم، فإذا ما حدث خلل أو عجز في هذا الدفاع يشير هذا على أن هناك انهيار في الجهاز المناعي.

تركيب···ووظيفةالجهاز المناعي

       ويتكون الجهاز المناعي من النخاع العظمي وهو المصنع الذي يتم فيه إنتاج خلايا الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية، والغدة الثيموسية التي تقع بجوار القلب في الصدر، والغدد الليمفاوية والطحال، واللوز والعقد الليمفاوية، وخلايا الدم· ليس هذا فحسب، بل إننا إذا تأملنا بديع الصنع في أعضاء جسم الإنسان، نجد أنه ما من عضو إلا وجعل الله فيه أسلحة وقائية، فالعين والأنف والفم والجهاز الهضمي والجلد والكبد والدم وسائر أعضاء الجسم، كلها مزودة بأسلحة دفاعية وأخرى هجومية تدفع الأذى عن هذه الأعضاء·
وجهازنا المناعي غاية في التعقيد، فهو يتكون من خطوط دفاعية عدة، تكونها قوات أو خلايا ثابتة في مواقع محددة، وأخرى متحركة للانتشار السريع لتعزيز الدفاع في أي مكان من الجسم عند تعرضه لأي هجوم خارجي، وهناك أجسام مضادة للنوعيات المختلفة من الميكروبات، والسابحة في الدم، والتي تحمل ذاكرة لا تخطئ للميكروب الذي سبق أن تجرأ بالدخول إلى حصن الجهاز المناعي العتيد قبل ذلك، ثم إن هناك مجموعة البروتينات والأنزيمات التي تكون الجهاز المكمل الذي يلعب دوراً مهماً في الهجوم على القوات الغازية، وإحاطتها وتمكين خلايا الجهاز المناعي منها وإفراز كيماويات تعادل سمومها، وغير ذلك من وسائل الدفاع الميكانيكية والكيمياوية وما يحدث خلالها من تجسس لمعرفة تركيب وتكوين الجسم الغريب الذي تسلل إلى الجسم، ثم إخبار الجهة المسؤولة أو القوة المنوط بها مواجهة هذا النوع من الغزو، فالخلايا التي تهب لمقاومة البكتيريا تختلف عن تلك التي تهاجم الفيروسات والخلايا السرطانية، وهكذا

المناعة كنز لا يفنى :
كل الكائنات الحية تمتلك في داخل أجسامها وتكويناتها خطوطاً قوية للدفاع عن وجودها، وفي الظروف الطبيعية المعتادة ليس من السهل إصابة جسم حي لإنسان أو حيوان أو نبات بعدوى مرضية.. ولو تناولنا في حديثنا خطوط دفاع جسم الإنسان كتكوين أمثل لكائن حي من حيث التطور- فإننا نجدها كثيرة ومتنوعة وخلاقة في مواجهة أي اجتياح أو غزو ميكروبي، بداية من خطوط الدفاع الطبيعية التي تتمثل في أشياء كثيرة مثل الجلد وعدم قدرة الميكروبات على اختراقه، أو إفراز العرق أو الدموع التي تحتوي على مواد قاتلة للميكروبات، أو المواد المخاطية التي تفرزها الخلايا المبطنة للجهاز التنفسي، التي تعمل كمصيدة ومادة لاصقة للميكروبات المتسللة إلى هذا الجهاز، أو درجات الحموضة أو القلوية في السوائل التي تفرزها الأغشية المبطنة للجهاز الهضمي، بالإضافة إلى المواد الكيميائية التي يشتمل عليها سائل الدم التي تعمل كمحاربة وقاتلة لأي عدو ميكروبي يتسلل إلى داخل الجسم.

الدفاعات غير المتخصصهNonspecific Defenses :

تمثل المناعةimmunity  قابلية الجسم على الدفاع عن نفسه ضد العوامل المعدية infectious agents والخلايا الغريبةforeign cells وحتى خلايا الجسم التي تغيرت وظيفتها الطبيعية مثل الخلايا السرطانية . ومن الاعتيادي ان تقي المناعة الطبيعية جسم الإنسان من الأمراض التي تسببها الميكروبات وكذلك السرطان. وهناك من الادلة ما يشير إلى أن التأثيرات الضارة للمبيدات pesticides هي تثبيطها للجهاز المناعي، ومن المؤكد ان يسهم ذلك في قابلية هذه المبيدات على احداث السرطان. تتضمن المناعة الدفاعات غير المتخصصه والمتخصصه . وهناك ثلاث أنواع من الدفاعات غير المتخصصه هي: الحواجز التي تمنع دخول العوامل المسببة للأمراض، والاستجابة الالتهابية، والبروتينات الوقائية.

الدفاعات المتخصصه: Specific Defenses
                يتهدد جسم الانسان في بعض الاحيان من خلايا الميكروبات له والتي لا يمكن منعها بواسطة اليان الدفاع غيلر المتخصصة المذكورة سابقا. وفي مثل هذه الحالات لابد من الاعتماد على وسائل دفاعية متخصصة ضد مستضد معين. فالمستضد هو عبارة عن بروتين (اوسكر متعدد) يمكن للجسم ان يميزه.

على أنه غير عائد له. فالميكروبات لها مستضدات، إلا ان المستضدات قد تكون جزء من خلية غريبة او خلية سرطانية . ونظرا لكوننا غير ممنعين تجاه خلايانا الخاصة لذا يمكن القول بأن للجهاز المناعي القابلية على اعلامنا عن الاشياء العائدة للجسم عن تلك الغريبة عن الجسم وتستمر المناعة عادة لفترة من الوقت. فعلى سبيل المثال عند شفاء الفرد من مرض الحصبة فانه في العادة لا يصاب بفايروس الحصبة مرة اخرى . وتمثل المناعة بشكل رئيس محصلة تأثير الخلايا اللمفاوية والخلايا اللمفاوية   . وان الخلايا اللمفاوية   تنضح في نخاع العظم (يشير الحرف  إلى نخاع العظم   ) اما الخلايا اللمفاوية   فتنضح في غدة التوثه ( يشير الحرف   إلى التوثة) . وتدعى الخلايا  اللمفاوية ايضا  بالخلايا  والتي تكون خلايا البلازما . وان هذه الأخيرة تقوم بتكوين الاجسام المضادة والتي هي عبارة عن بروتينات لها القابلية على الارتباط مع المستضدات ومعادلتها ( معدلة تأثيرها ) وتفرز الاجسام المضادة إلى الدم واللمف . اما الخلايا اللمفاوية   او الخلايا    فانها لا تكون الاجسام المضادة بل ان خلايا معينة نوع   تهاجم مباشرة خلايا اخرى حاملة للمستضدات . اما بقية الخلايا  فانها تسهم في تنظيم الاستجابة المناعية . ان للخلايا اللمفاوية القابلية على تمييز مستضد معين بسبب احتواء سطوحها على مستقبلات . وان شكل المستقبلات الموجودة على سطوح الخلايا اللمفاوية يكون مكملا لمستضد خاص . وغالبا ما يقال بأن المستقبل والمستضد يكمل احدهما الآخر كما هو الحال في القفل والمفتاح . وخلال فترة حياتنا نتعرض لما يقارب مليون مستضد مختلف ، لذا تدعو الحاجة لوجود العدد نفسه من الخلايا اللمفاوية المختلفة لغرض الوقاية من هذه المستضدات لذا لا بد من وجود تنوع في الخلايا اللمفاوية إلى للحد الذي توجد فيه خلية لمفاوية خاصة لمستضد معين . وبالرغم من هذا التنوع لا توجد خلية لمفاوية تهاجم في الحالات الاعتيادية خلايا الجسم نفسه . ويعتقد بأنه لو ظهرت خلية لمفاوية مصادفة بحيث تكون مهيأة للاستجابة لبروتينات الجسم نفسه فإن هذه الخلية تتثبط ويتوقف تطورها.

 أنواع المناعة :
1-المناعة الطبيعية
تعد الخط الأول الذي يعمل على منع حدوث العدوى لأول السيطرة عليها فور حدوثها، ويؤدي ذلك إلى عدم الشعور بأي أعراض مرضية أو أعراض بسيطة.
ولكل إنسان مناعة طبيعية أو قدرة على مقاومة الأجسام الغريبة والمناعة الطبيعية لها صلة بصحة الإنسان وتوع معيشته وغذائه وقدراته البدنية .

                                                                                                 
وتقوم المناعة الطبيعية بعملها من خلال:  
1-     الجلد:
وهو الغطاء الذي يقي الجسم من الخارج، وهو يحتوي على الغدد العرقية التي تفرز العرق.
2-  الدموع:
وتحتوي على إنزيمات خاصة، تقوم العين بإفرازها، وهي تعمل على حماية العين من أي جسم غريب.
3-  الغشاء المخاطي:
الذي يبطن الأنف من الداخل والاهداب الموجودة به. وهما يعملاان معاً على حجز الأجسام الغريبة.
4-   المعدة:
وتقوم المعدة بلإفراز العصارات والسوائل الحمضية والتي تعمل على قتل البكتيريا الضارة والميكروبات التي دخلت عن طريق الفم مع الطعام.
5-   الدم:
نجد أن المواد المناعية في فسيولوجية الدم تعمل على القضاء على بعض الميكروبات والجراثيم ومعادلة سموم الجسم.
6-  إفرازات المهبل:
تعمل إفرازات المهبل الحمضية على حماية ووقاية الجهاز التناسلي للمرأة من أي ميكروبات.
7-  البول:
تعمل الحموضة التي في البول على التخلص من البكتيريا التي توجد في الجهاز البولي. 

2-المناعة المكتسبة :
      والمناعة المكتسبة تعد خط الدفاع المناعي الثاني؛ فالإنسان يستطيع أن يكتسب مناعة قوية ضد البكتيريا والفيروسات والسموم وأي جسم غريب يدخل الجسم. وعملية التطعيم التي تجرى، تقوم أساساً على تنشيط جهاز المناعة المكتسبة، وذلك عن طريق إعطاء جرعة صغيرة من مكونات الميكروب بعد إضعافه، فيقوم جهاز المناعة المكتسبة بتصنيع أجسام مضادة قادرة على التصدي له ومحاصرته؛ حيث يقوم الخلايا Phagocytes البالعة بتقديم جزء من الجسم الغريب، بعد ابتلاعها وتحليله إلى الخلايا الليمفاوية (ت). ثم تقوم الخلايا (ت) بالنشاط والتدخل للقضاء عليه والتخلص منه، أو تصنيع مواد كيميائية تقوم بتحفيز الخلايا (ب) بإفراز الاجسام المضادة التي تشمل أنواعا مختلفة حسب نوع الميكروبات أو الأجسام الغريبة.
والتعاون بين المناعة الطبيعية والمناعة المكتسبة يعتمد على بعض المواد المشتركةبنهمان والهدف أن تقوم المناعة الطبيعية بخط الدفاع الأول والمباشر، فإذا استطاعت أن تقضي على الجسم الغريب سواء كان ميكروباً أو غيره.. فإن الإنسان لا يشعر بأعراض مرضية. أما إذا كانت الميكروبات من النوع الذي لا تستطيع المناعة الطبيعية التعامل معه، فغن خط الدفاع الثاني يبدأ في التحرك بخلايا متخصصة وأجسام مضادة؛ لتعرف نوع الجسم الغريب وتفرز المواد المناسبة للتعامل معه.


الاستجابة المناعية Immuneresponse :
يحتوي جسم الإنسان على نوعين من الإستجابة المناعية أحدهما يعتمد على تكوين الأجسام المضادة، وهي جزيئات من الجلوبيولوين Globulin ( البروتينات)، وهي تقوم بمهاجمة الأجسام الغريبة (الأنتيجين) التي تهاجم الجسم، وهذا ما يطلق المناعة الخلطية Humoral immunity  ، أما النوع الثاني من الإستجابة المناعية..فإنه يحدث كرد فعل لتكوين أعداد كبيرة من الخلايا الليمفاوية التي بها حساسية ضد الجسم الغريب، الذي سبب تكوينها، وهذا ما يسمى بالمناعة الخلوية Cellcer immunity  .
         
أ‌-     المناعة الخلطية humoral immunity:

وتعتمد المناعة الخلطية على البروتينات المناعية Immunoglobulins  (الأجسام المضادة Antibodies  )، والتي تنتمي إلى عائلة مكونة من البروتينات تفرزها الخلايا الليمفاوية (ب)، وهي المسؤلة عن حماية الجسم من الأجسام الغريبة والميكروبات التي تصل إلى الدم، وهي تتكون من أربع سلاسل من الأحماض الأمينية ، اثنان منها خفيفة الوزن واثنين ثقيلة الوزن. وهذه السلاسل مكونة من حوالي 110 من الأحماض الأمينية، وهي مرتبة في شكل ثنائيات، وتتعدد أشكال وتركيب ووزن الأجسام المضادة ليناسب الدور ، الذي ستقوم به.
وتشمل هذه الأجسام المضادة..( IgG , IgM , IgA , IgE , IgD )

وظائف الأجسام المناعية المضادة:

-   تتحد الأجسام المناعية المضادة التي تفرزها الخلايا (ب) مع الأنتيجين معرقلة حركته، ثم يقوم المكمل بتحطيم هذا الأنتيجين ، ثم تقوم الخلايا البالعة (الماتهمة) بالقضاء عليه.
-   ينتقل الجسم المضاد (IgG) من الأم إلى الطفل، وهي التي تعطى الطفل المناعة في الشهور الأولى من حياته.
-   إذا لم يتمكن الجسم المناعي والمكمل من القضاء على الجسم الغريب، فإنه يعمل على وقف نشاطه حتى يتم التهامه عن طريق الخلايا الالتهامية.

ب-المناعة الخلوية Cellular immunity  :

في حالة الأجسام ذات الحجم الكيبير نسبياً، والتي لا يمكنها اختراق الأنسجة وعبورها على داخل الجسم، كما في حالة زرع الأعضاء أو تغير النسيج الطبيعي للجسم، ففي هذه الحالة يعتبر جهاز المناعة هذه الأعضاء غريبة عنه، ويتم تعرفها بواسطة خلايا خاصة من مجموعة الليمفوسايت (ت)، التي بين خلال الأنسجة، وبمجرد مقابلتها لهذه الأجسام الغلايبة، تتعرفها ، وتحمل ما يعرف بعامل التعرف على  أماكن تكاثرها المخصصة لها في الغدد الليمفاوية والطحال؛ حيث تنقسم وتتكاثر على خلايا ليمفاوية ذات طبيعة مناعية مخصصة لمهاجمة الأجسام، التي تعرفت عليهان حيث تسير في الدورة الدموية بإعداد كبيرة إلى المكان الذي تعرفت فيه على الجسم الغريب لمهاجمته محدثة التهاب شديد، ويتم ذلك بمعرفة الخلايا الليمفاوية (ت) متعاونة مع الخلايا البالعة ( الملتهمة).
الحواجز التي تمنع دخول العوامل المسببة للأمراض Barriers to Entry

يعمل الجلد والغشاء المخاطي المبطن للمسالك التنفسية والقناة الهضمية كحواجز ميكانيكية تمنع دخول الميكروبات. كما وتحتوي إفرازات الغدد الدهنية على مواد كيمياوية تعمل على إضعاف او قتل الجراثيم الموجودة على الجلد . كما وتبطن القناة التنفسية بخلايا تعمل على اكتساح المواد المخاطية والدقائق الموجودة فيها باتجاه البلعوم حيث يتم ابتلاعها. فضلا عن ذلك فإن الوسط الحامضي للمعدة يمنع نمو العديد من أنواع الجراثيم . كما ان الجراثيم المختلفة التي تتواجد بصورة طبيعية في الامعاء وبقية الأعضاء كالمهبل تمنع الجراثيم المسببة للأمراض (الكائنات الممرضة) من ان تأخذ مكانها. 
خطوط الدفاع في جسم الإنسان:
أما في حالة حدوث "تسلل" ميكروبي إلى داخل الجسم؛ فإن الجسم يواجهه بخطوط دفاعية مختلفة.. فعند دخول أي جسم غريب إلى جسم الإنسان سواء أكان خلايا بكتيرية أم مكونات وإفرازات ميكروبية أو حتى شريحة من الخشب فإن قوات الدفاع الداخلية المتمثلة في خلايا الدم البيضاء الملتهمة (phagocytes) يتم توجهها إلى مكان الجسم الغريب بخاصية الانتحاء الكيميائي الفسيولوجي (chemotaxis) الذي يجتذب هذه الخلايا لمكان الإصابة إلى الالتهاب، حيث تتجمع وتحاول أن تلتهم هذا الميكروب أو الجسم الغريب وتخلص الإنسان منه بنفس الطريقة التي يلتهم بها حيوان الأميبا المكون من خلية واحدة غذاءه.. ولو كان الجسم الغريب المعترض أنسجة الجسم وتيار الدم بروتيني التكوين؛ فإنه يعمل كأنتيجن Antigen، أي مولد ومحفز للجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة، هذه الأجسام المناعية المضادة تحارب وجود الجسم البروتيني الغريب بالاتحاد معه، والعمل على تخليص جسم الإنسان منه في حالة تعرض الإنسان للعدوى بنفس الميكروب للمرة الثانية.. فنحن نلاحظ أن بعض الأمراض الميكروبية المعدية، التي تسببها البكتيريا أو الفطريات أو الفيروسات أو الحيوانات الأولية مثلاً؛ لا يصاب بها الإنسان إلا مرة واحدة في عمره.. مثل مرض الحصبة والغدة النكفية والسعال الديكي والكوليرا والطاعون وغيرها من الأمراض المعدية.. والذي يحدث هنا هو أنه عند حدوث عدوى بأحد هذه الميكروبات للمرة الأولى فإن دخول الميكروب المكون من بروتين غريب (foreign or non-self protein) مختلف عن بروتينات الجسم (self protein) يكون محفزًا ومستفزًا للخلايا الليمفاوية المناعية في الجسم لإنتاج أجسام مضادة بتحوير خاص لأجزاء من بروتين البلازما- لمهاجمة الجسم البروتيني الغريب الذي أحدث وجودها، وتخليص جسم الإنسان منه بمعادلته وإلغاء فعاليته بالاتحاد به وبأذرعه الجانبية الفعالة، أو بالامتصاص على سطحه وتجميعه؛ ليكون فريسة سهلة لخلايا الدم البيضاء الملتهمة (phagocytes).. وبطريقة أو بأخرى فإن الأجسام المضادة (antibodies) تؤدي وظيفتها في النهاية لحماية الجسم كمضادات للسموم (antidotes).
الخلايا B :
يدعى المستقبل الموجود على الخلية B   باسم الجسم المضاد بالغشاء   . وعندما تواجه الخلية B خلية جرثومية bacterial cell او مادة سمية toxin  تحمل مستضد معين، فإن الجسم المضاد إلى توسع الخلية B ، اذ انها تنقسم وتكون العديد من خلايا البلازما عبارة عن خلية B  ناضجة لها القابلية على تكوين الاجسام المضادة في الدم واللمف على نطاق واسع. وهناك نظرية تدعى بنظرية اختيار الخلايا التي تنص على ان المستضد يختار أو ينتقي أي من الخلايا B التي ستكون مستعمرة خلايا البلازما. حيث يلاحظ بأن الخلية B  لا تنقسم لتكوين خلايا البلازما إلا بعد وجود المستضد الخاص بها ، وان الخلية B  تميز مستضدها مباشرة دون مساعدة بقية الخلايا   على الانقسام لتكوين خلايا البلازما.

عند حصول  في خلايا  B  فانها تقوم بتكوين خلايا البلازما وكذلك خلايا  B الذاكرة    . فعندما يكون المستضد تحت السيطرة، فإن عدد خلايا البلازما سيخفض ، في حين ان خلايا B   الذاكرة تبقى في مجرى الدم. وتمثل خلايا B الذاكرة الوسيلة التي من خلالها تتم المناعة الفعالة active immunity . اذ انه في حالة دخول المستضد نفسه على الجسم مرة اخرى ، فإن خلايا B  الذاكرة تنقسم بسرعة مكونة خلايا بلازما جديدة . وان خلايا البلازما هذه تقوم بتكوين الأجسام المضادة . وندعى عملية الدفاع عن الجسم التي تقوم بها الخلايا B   باسم المناعة التي تتم من خلال الأجسام المضادة وذلك لأن الانواع المختلفة من الخلايا B   تقوم بتكوين الأجسام المضادة كما وتدعى أيضا بالمناعة humoral immunity  وذلك لوجود هذه الأجسام المضادة في مجرى الدم.
معقدات الأجسام المضادة والمستضدات:
        إن أكثر أنواع الأجسام المضادة شيوعا هو الجسم المضادة IgG . وهو عبارة عن جزيئة بروتينية ذات شكل أشبه بحرف Y  مؤلفة من ذراعين arms يتألف كل ذراع من سلسلة (طويلة) "ثقيلة""heavy"(gong) chain واخرى (قصيرة) "خفيفة" "light"(short)chain ومناطق الثابتة لا تكون بين جميع الاجسام المضادة ، الا أنها تتشابه ضمن المجاميع المختلفة من الأجسام المضادة.



 تتشكل المناطق المتغيرة variable regions مواقع ارتباط المستضدات – antigen binding – ويتحدد شكلها بنوع المستضد . ويرتبط المستضد مع الجسم المضاد في موقع ارتباط المستضد كما هو الحال في القفل والمفتاح.
ويؤدي ارتباط المستضد بالجسم المضاد إلى تكوين معقد complex ويدعى هذا المعقد في بعض الحالات بالمعقد المناعيimmune complex وقد يتم ابتلاع هذا المعقد من قبل الكريات البيضاء المتعادلة neutrophils او الخلايا الملتهمة marophages ، او ان هذا المعقد ينشط المتمم complement system ، ويقوم المتمم بجعل الميكروبات اكثر حساسية للالتهام phagocytosis .

اصناف الاجسام المضادة  Classes of Antibodies  :
توجد خمس اصناف من الاجسام المضادة. ةتعد الاجسام المضادة IgG من الانواع الرئيسة في الدم، وان كميات قليلة منها توجد ايضا في اللمف أيضا في اللمف والانسجة الجسمية. وتقوم الاجسام المضادة IgG بمهاجمة الميكروبات وبقية السموم. والسم toxin هو عبارة عن مادة كيمياوية خاصة تكونها الجراثيم على سبيل المثال، وان هذه المادة تكون سامة لبقية الاشياء الحية اما الاجسام المضادة  IgM فهي عبارة عن مجموعة مكونة من تراكيب خمسة ذات اشكال اشبه بحرف Y . وتظهر هذه الاجسام المضادة في الحال بعد بدء الاصابة. ةتختفي قبل انتهاء الاصابة. وتحتوي الاجسام المضادة IgA على تركيبين بيهين بالحرف Y . وتعد هذه الاجسام المضادة النوع الرئيس الموجود في افرازات الجسم. اذ انها تهاجم الميكروبات وسمومها قبل وصولها على مجرى الدم. اما الاجسام المضادة IgD فانها مماثلة للاجسام المضادة المرتبطة بالغشاء الموجود على الخلايا B . بينما تكون الاجسام المضادة  IgE مسؤولة عن استجابات الحساسية.
   

تعريف المناعه : هي مقاومة الجسم للامراض.
أنواع المناعه:
1.المناعه الموروثه : وهي التي تولد مع الانسان وتختلف من شخص لاخر وللجينات الوراثيه تأثير كبير فيها من حيث تحمل المرض من شخص لاخر.
2. المناعه المكتسبه: وهي المناعة التي يكتسبها الانسان بعد الولاده مباشره وهو أهم مصدر لها حليب الام حيث قال تعالي(وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فنجد الطفل الذي يتغذى على حليب امه تجد مناعته قويه جدا والذي لا يتغذي على حليب امه تجد المقاومة لديه ضعيفه
.تعريف الجهازالمناعي:
هو الجهاز المناط اليه حماية الجسم من الامراض ، وعلميا هو الجهاز المناط اليه مقاومة كل الخلايا الغريبة والتي تختلف عن خلايا الجسم سواء كانت من الخارج مثل الميكروبات والسموم والخلايا الشاذة ، او الاعضاء المزروعه.
أمراض الجهاز المناعي:
هناك الكثير من الأمراض والتي تصيب الانسان بسبب قوة الجهازالمناعي منها امراض الجهاز الهضمي ، والجهازالتنفسي ومعظم أمراض الدم ، وهناك امراض تنشأ نتيجة اضطراب الجهاز المناعي مثل امراض العظام من التهاب مفاصل وروماتيزم والعضلات والاورام ومما يترتب عليها.
الجهاز المناعي والامراض السرطانيه:
انّ الحالة تلعب دورا مهما في أجسامنا حيث الاضطرابات النفسية التي تسببها الأمراض تؤدي الى خلل في العمليات الفيزيولوجية, واذا بحثنا عن مرض الاكتئاب لوجدنا أنه لا يخرج في الغالب عن حدوث تغييرات في كيميائية الانسان, مما يحدث نوعا من الخلل في الهرمونات والتي جميعها تؤدي الى ضعف في الجهاز المناعي.
انّ الأمراض النفسية الحادة والمزمنة تؤثر سلبا على جهاز المناعة وتضعفه:
وبالتالي تقلل من قدرة الجسم على انتاج الأجسام المناعية المضادة, وبالتالي الاصابة بعدة أمراض تنشأ عادة من ضعف المناعة.
يقول الخبراء أنّ هناك علاقة وثيقة ما بين ممارسة الرياضة ونشاط جهاز المناعة في الجسم, فالرياضة عادة ترفع من كفاءة الجهاز المناعي حيث ممارسة الرياضة تزيد من تنشيط جهاز المناعة نتيجة ارتفاع نسبة خلايا الدم البيضاء نوعية وعددا أثناء ممارسة الرياضة, وكما هو معروف أنّ الكريات البيضاء وظيفتها الأساسية الدفاع عن أجسامنا ضد الأمراض المختلفة حيث تتكون من نوعين من نوعين من الخلايا الليمفاويه ، خلايا آكله(بوليمورف، مونسيت ، ازينوفيل ، بازوفيل).
انّ المرح والضحك يعمل على خروج الاكتئاب النفسي من قمقم الحالة النفسية السيئة الى حد ما, لأنّ المرح والفرفشة يؤديان الى توسيع الشراييين.
يقول د. واين داير , الأستاذ المشارك في جامعة سانت جونز بنيويورك والمهتم بشئون تحفيز الصحة والمنعة يقول: أن تجويع الخلايا, وخلق البيئة الغذائية القلوية الغنية بالأكسجين أفضل السب للوقاية من أمراض اسرطان على اختلاف أشكالها.



صدق الله العظيم اد يقول:(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم) النحل:18· ومن نعم الله علينا خلقه للجهاز المناعي ( Immune System ) والذي يعد من أهم أجهزة الجسم قاطبة، ولا غرو فهو المسؤول الأول عن حماية الجسم من…

تعليقات
ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق

add_comment

إرسال تعليق

اعضاء مدونة كتاب


التشريع المدرسي الجزائري